المحافظة السامية للأمازيغية/ترحم على روح الراحل كريم طاهر

بكل حزن و أسى، تنحني المحافظة السامية للأمازيغية أمام روح الفقيد كريم طاهر، الذي وافته المنية يوم 10 أكتوبر 2025، و تعبّر عن عرفان الأمة وامتنانها لفنان مميز كرّس حياته وإبداعه لخدمة الثقافة والوطن، جامعًا في مسيرته بين الموهبة الصادقة والالتزام الوطني العميق..
وُلد كريم طاهر، واسمه الحقيقي الطاهر خالي، يوم 17 أكتوبر 1931 ببلدية الفلاي في وادي الصومام، وكان من روّاد الأغنية الجزائرية الحديثة بموهبته وجرأته وعمق إحساسه، استطاع أن يجمع بين الأصالة والانفتاح، وأن يمنح للأغنية الجزائرية بعدًا جديدًا يجمع بين روح التراث ونَفَس الحداثة، ليجعل من فنه جسراً للتواصل الإنساني والثقافي،وقد خلّد اسمه بأعمال فنية راسخة مثل: يا قلبي علاش، ماهلا القمرة، وأعلام الجزائر، وهي أغانٍ تمتح من نبع الوطنية الجزائرية، تعبّر عن حب الوطن، وكرامة الإنسان، وإيمان راسخ بقيم الحرية والسيادة. لقد جعل الراحل كريم طاهر من فنه رسالة ووسيلة للتعبير عن الانتماء والوفاء، وعن الأمل في وطن موحّد ومتجدد.
كان الفقيد أيضًا رياضيًا بارعًا، مارس الملاكمة كمحترف قبل أن ينتقل إلى التحكيم على المستوى الدولي. وقد جسّد في المجال الرياضي نفس المبادئ التي اتسم بها في مسيرته الفنية: الانضباط، الاحترام، وروح التحدي النبيل. وإذ تستحضر المحافظة السامية للأمازيغية اليوم مسيرته الزاخرة، فإنها تكرّم من خلاله رمزًا من رموز الثقافة الوطنية، وفنانًا جمع بين الإبداع والالتزام، وترك بصمته المضيئة في وجدان الجزائريين. سيظل صوته الدافئ، وسيرته الزكية، مثالاً يقتدى به ومصدر إلهام للأجيال القادمة.


